مقدمة

جمعتنا الغربة، ولم تفرّقنا الأيام..
هذه هي حالي مع شربل بعيني الذي عرفته مذ وطأت قدماي أرض هذه البلاد المعطاءة: أستراليا.
فلقد جمعنا حب الوطن، كما جمعتنا آلام الغربة والحنين إلى بلد تآمر عليه بنوه، فانفجر، وتناثرت شظايا قاطنيه إلى أقطار المعمورة بحثاً عن وطن بديل، ولكن حبّه بقي محفوراً على شغاف القلب ومن الصعب أن يمحى حتى الرمق الأخير.
عرفت مجدليا من شربل، وعرف بنت جبيل من أبنائها، وأنا منهم، فإذا به يغنيها قائلاً:
بنت جبيل.. الأرض الخضرا
الخلقت بالعزّ وبالقدره
غنّيتلا غناني كتيره
تا داوي بالكلمه قهرا
يا جنوبي شي بوسه زغيره
شلحها فوق خدودا الحمرا
بحبا.. أوعا تفتح سيره
بعتلي مين يطفّي الجمره
ذكرت هذا لأخبركم عن مدى الصداقة التي تربطني بابن مجدليا، عائلياً، واجتماعياً، وثقافياً، وعن مدى معرفتي بخفاياه الإنسانية والشعرية. فأنا معجب بوطنيته وإنسانيته أكثر من إعجابي بشعره. وما نفع الشعر إذا فرغ من الوطنية والانسانية؟
قرأت معظم كتب شربل بعيني، التي تزيد على الخمسين مؤلفاً، واطلعت على مئات الكتب والمقالات والقصائد والتعليقات التي كتبت عنه في الصحف المهجرية والعربية والانترنت، ورحت أحتفظ بها بين أثمن ما أملك، إلى أن طرأت على بالي فكرة اختصار بعضها بعبارات سريعة أجمعها في كتاب، أطلقت عليه اسم: كلمات سريعة عن شربل بعيني.
قلت: بعضها، لأنه من الصعب جداً، لا بل من المستحيل، جمع كل ما كتب عن شربل، ولو بكلمات سريعة، ضمن كتاب واحد، لذلك أعتذر من كل الكتّاب الأحبة الذين لم أتمكن من اختيار (كلمة سريعة) لهم ضمن هذا الكتاب، على أمل أن أتمكن من ذلك في إصدار آخر بإذن الله.
وكما ترون، فلقد جمعت الكلمات وفق الأحرف الأبجدية التي يبدأ بها اسم الكاتب، فمثلاً تجدون اسم (علي بزي) تحت حرف (ع)، بغية تسهيل البحث عن أسماء من أحبوا أدب شربل بعيني.
وصدقوني ان هدفي الأول والأخير من جمع هذه (الكلمات)، هو مطالبتي الشاعر للعودة إلى عرشه الشعري، إلى مملكة الكلمة، بعد احتجابه اللامقنع، خاصة وأنه لولب الحركة الأدبية المهجرية في أستراليا، وواضع حجر أساسها، ومطلقها الى العالمية، بعد أن ترجمت معظم أشعاره الى لغات متعددة كالانكليزية والفرنسية والاسبانية والاوردية والفارسية والسريانية وغيرها، وكأنّي به بعد أن أطلق على الشبكة العنكبوتية مجلة (الغربة) الشهيرة، ونشر كتبه إلكترونياً، وذاع صيته في العالم، أضحى الأدب المهجري الأسترالي تحصيل حاصل عنده، وهذا ما لا نرضاه أبداً.
شربل بعيني ليس شاعراً فحسب، بل يجمع مزايا الشاعر والانسان، قلبه طفولي له مواقف الرجال، ينبض أخلاقاً ووفاء، بعيد عن العصبية والتعصّب، بحر من العطاء والحب، صديق وفي كلما عزّت الاصدقاء. إنه الملك الأبيض، كما أسماه الأديب التونسي كمال العيادي في كتابه: شربل بعيني الملك الأبيض عام 2010، أو الملاح الذي يبحث عن الله، كما توّج الأديب السوري محمد زهير الباشا كتابه عام 1993، أو القصيدة التي غنّتها القصائد كما عنونت الأديبة المهجرية مي طباع كتابها عام 1994. إنه شاعر العصر في المغتربات على حد تعبير الأديب السوري نعمان حرب في الثقافة السورية، أو سيف الأدب المهجري كما أسماه الصحفي طوني شربل، أو شاعر المهجر الأول كما لقبّه سكرتير رابطة إحياء التراث العربي الأسبق أيوب أيوب، أو أمير الشعراء في عالم الانتشار اللبناني حسب البراءة التي منحت له من الدكتور جوزيف الحايك رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية ـ قارة أميركا الشمالية.
إنه، وباختصار شديد، (إبن مجدليا) الإسم الذي أطلقه على ديوانه الأخير تخليداً لقريته الحبيبة، فكم هي محظوظة تلك الأم الشمالية بابنها شربل بعيني.
شربل، هذه الهمسة مني إليك شخصياً، نحن بانتظارك لتقوم كطائر الفينيق من تحت رماد الاحتجاب قوياً كما عرفناك وأحببناك.. وكرمناك.
د. علي بزّي
**
نبذة عن الدكتور علي ابراهيم بزّي
ـ مواليد بنت جبيل عام 1951
ـ متزوّج من السيدة أسمهان قنجراوي، ولهما ولدان: وسيم وفيصل.
ـ تلقى علومه الابتدائية في بلدته، انتقل بعدها الى مدرسة البر والاحسان حيث نال شهادته الثانوية.
ـ التحق بالجامعة اللبنانية بكلية العلوم، لينتقل بعدها الى جامعة دمشق إثر حصوله على منحة للتخصص بطب الاسنان، وبقي هناك حتى تخرجّه.
ـ مارس مهنة طب الأسنان في بيروت من 1977 لغاية 1987
ـ حملته ظروف بلاده الامنية الى استراليا، حيث بدأ بدراسة الانكليزية بغية معادلة شهادته، فكان الوحيد من بين 25 طبيباً يحصل على المعادلة.
ـ ترأس بشكل متقطّع جمعية بنت جبيل الخيرية.
ـ ترأس مجلس الجالية اللبنانية في استراليا.
ـ عضو باتحاد جمعيّات السان جورج ـ سيدني.
ـ عضو مؤسّس في هيئة الصداقة الاسلامية ـ المسيحية.
ـ حاصل على جائزة شربل بعيني عن حقل الطبّ.
**